حقيقه لابد ان لانغفل عنها بعد اليوم..التوعيه الجنسيه لاطفالنا..كيف ؟ومتى؟ ولماذا؟؟؟؟
إن فضول الأطفال تجاه الأمور الجنسيّة هو مرحلةٌ طبيعيّةٌ من مراحل تعلّمهم عن أجسادهم ومن الطبيعيّ أنْ يساور الناس الفضول حول ماهيّة الجنس في مرحلةٍ ما من حياتهم، في حين نجد أنّ الأطفال الأصغر سناً مهتمون بالأشياء المتعلقة بالحمل والولادة أكثر من اهتمامهم بالآلية الجنسية، فكيف سنجيب عن تساؤلات هؤلاء الأطفال بحيث نقدم لهم المعلومة الصحيحة المناسبة لأعمارهم والسليمة العواقب؟للأهل دورُ هام جداً في توعية الطفل حول الجنس والعلاقات، ويأتي دور المدرسة فيما بعد متمّماً لدور الأهل كما تعتبر التربية الجنسية هامّةً جداً لمساعدة الأطفال على فهم طبيعة الجسم البشري، ومنحهم شعوراً إيجابياً حيال أنفسهم فمن المهم خلق تواصلٍ جيدٍ بين الأهل وأطفالهم في أعمارٍ مبكرةٍ، مع تواجد الصدق والصراحة والانفتاح في الحوار بين الطرفين، وخصوصاً عندما يبلغ الأولاد سنّ المراهقة، ففي هذه الحالة، سيشعر المراهقون براحةٍ وقدرةٍ أكبر على الإسرار لأهلهم بمشاكل المراهقة الاخرى كالاكتئاب، والعلاقات، وتعاطي المخدرات والكحول، فضلاً عن القضايا الجنسيّة.عندما يتحدث الآباء مع أبنائهم عن الجنس، يمكنهم التأكد من أنّ أطفالهم يحصلون على المعلومات الصحيحة، ومن الضروريّ أنْ يكون الآباء والأمهات مصدر المعلومات الأول بالنسبة لأطفالهم فيما يخصّ الجنس ليتمكنوا من حمايتهم من ارتكاب تصرفاتٍ خطيرة وسيئة عندما يكبرون. إذاً دعنا نجعل هذه العملية منهجية تماماً ونجب على تساؤلاتك كلها.. متى سأبدأ بثقيف أبنائي؟؟ ماذا سأعلمهم؟؟ وكيف سأقوم بهذه المهمة الشاقة؟؟وقت التعليم:أفضل استراتيجية للتوعية الجنسية هي البدء بحوار صريح بين الأهل
وأطفالهم في عمر مبكر، وتوسيع حدود هذا الحوار مع تقدم الأطفال في العمر، وستصبح هذه المحادثات أسهل عند خروجهم للحياة الواقعية ورؤيتهم للحوامل والولدان. وهنا لن يضطرّ الأهالي للدخول في نقاشٍ كبيرٍ ومحرجٍ أحياناً مع أولادهم عند بلوغهم سنّ المراهقة، عدا عن احتمال اكتساب المراهقين في هذه الفترة لمعلومات خاطئة ومضلّلة من أصدقائهم.المعلومات التي يجب أن أقدمها:عندما تريد التحدث إلى أطفالك عن الحياة الجنسية، احرص على تلقينهم المعلومات التي تتلاءم وأعمارهم، ففي هذه الحالة لن تكون مضطراً إلى إخفاء جميع الحقائق عنهم منذ صغرهم، وشيئاً فشيئاً سيكبرون وقد حصلوا على كل المعلومات التي يحتاجونها والتي ستتمكن بها من حمايتهم من الوقوع في الخطأ.قد تتساءل هنا: كيف بإمكانك معرفة المعلومات التي تناسب عمر أطفالك؟حسناً، قمنا هنا بتصنيف الأعمار في فئات محددة، وأرفقناها ببعض المعلومات التي تناسبها بناءً على دراساتٍ عديدةٍ. فعلى سبيل المثال، الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم السنتين يجب أنْ يكونوا على دراية بأسماء أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة ومنها الأعضاء التناسلية، ليتمكنوا على الأقل من التمييز بين الذكور والإناث.أما من تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوامٍ، فهم في حاجة لمعرفة أبسط المبادئ مثل كون التكاثر عملية تتم بين الزوجين و ولادة الاطفال من رحم الأمهات. بعد مرور تلك الفترة، أي عندما يبلغ طفلك خمسة أعوام، ابدأ بشرح بعض المعلومات المبسطة له حول البلوغ، آلياته وصفاته وأسبابه على سبيل المثال. وأخبرهم مثلاً عن دور الزواج والعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة في الإنجاب. وابدأ بشرح هذه المعلومات تدريجياً حتى بلوغهم سن المراهقة، عندها يجب أنْ تكون حريصاً على مساعدتهم لتمييز الصواب والخطأ في العلاقات الجنسية. ما هو صحيح وما هو خاطئ وخطير. ولا تنس أنْ تذكّرهم على الدوام بأنّ ما يشاهدونه في التلفاز ووسائل الإعلام حول الجنس والعلاقات ليس واقعياً، ويجب أنْ يميزوا دوماً بين الصواب والخطأ كي تحميهم في المستقبل.غرس القيم العائلية:بالإضافة إلى كل ما ذكرناه، توفّر التوعية الجنسية فرصةً كبيرةً لغرس القيم العائلية في أذهان أطفالك. على سبيل المثال، إذا كانت عائلتك تؤمن بضرورة تأجيل العلاقة الجنسية إلى ما بعد الزواج، يجب مناقشة أسباب هذا الاعتقاد مع أطفالك إلى جانب معلوماتٍ أخرى حول هذا الموضوع، وإلّا قد لا يتقبل طفلك هذه الأفكار عندما يبلغ سنّ المراهقة. وإنْ لم تعطِ أطفالك المعلومات الضرورية حول هذا الموضوع، سيحصلون عليها من مصادر أخرى ولن تكون سعيداً بمعرفة نتائجها. وتوجد العديد من الأماكن التي قد توفر لأطفالك معلومات مضلّلة، خاطئة وحتى خطيرة في سنٍّ أبكر مما تتصوّر، كالمدرسة والأصدقاء ووسائل الإعلام، وبذلك قد لا تتمكن من السيطرة على تصرفاتهم وإرشادهم عندما يكبرون.وفي سياقٍ آخر، يجب على الآباء عدم الاعتماد على
المدارس وأنظمتها التعليمية لتربية أطفالهم وتثقيفهم جنسياً، فقد لا تكون التربية الجنسية المدرسية متاحةً أو ممكنةً حيث تعيش، وفي حال تلقيهم بعض المعلومات في المدرسة، اطلب منهم إخبارك عنها وقم أنت بتصحيح وإتمام ما ينقص منها.من ناحيةٍ أخرى، نرى تواجداً كبيراً للجنس والحياة الجنسية في وسائل الإعلام المختلفة، إلا أنّ هذا التواجد يقتصر على قضايا سطحية لا تمتّ للواقع بصلة، فلا نرى أية مشاعر في العلاقات العاطفية، ولا نرى تسليطاً كافياً للمفهوم العميق للحياة الجنسية. وفي أغلب الأحيان، يتم إخفاء مخاطر الجنس ومشاكله المختلفة بقصد غرس أفكار ومفاهيم معينة في أذهان المراهقين. لذلك نقول لك: إنّ التربية الجنسية أفضل بكثير من عدمها.
وتشير الدراسات إلى أنّ رؤية الأطفال لصور جنسية في وسائل الإعلام ستزيد من خطورة انخراطهم في حياة جنسية مليئة بالمخاطر والأخطاء في سنٍّ مبكرة، في حين أنّ التوعية الجنسية المنزلية ستجنبهم الوقوع في هذه المشاكل، لذا أطفئ تلفازك وابدأ بنصح أطفالك.
كيف يتصرف الأهل عادةً حيال التوعية الجنسية لأبنائهم؟
يميل الآباء إلى تجنّب المشاركة في التربية الجنسية لأطفالهم وحتّى عندما يقرّرون المشاركة يحاولون الابتعاد عن الجوانب الحميمية، أما الأمّهات فيتحدّثن عن الجانب الحميمي والجوانب العاطفية والنفسية للجنس بشكل أكبر نسبياً ويمِلن إلى التحدث إلى بناتهن عن الجنس أكثر من أبنائهن الذكور في حين يميل الوالدان إلى إخفاء بعض الحقائق الجنسية الأنثوية عن أبنائهم الذكور مثل الدورة الطمثية. هذا ويعتقد بعض الأهل أن المدرسة ستتولى مهمة توعية أطفالهم جنسياً لذا يُعفون أنفسهم من المهمة التي قد تكون شاقّة، وقد يؤجّل الوالدان الحديث عن الجنس إلى أن يلاحظوا دخول أبنائهم في علاقات عاطفية ويُعتبر ذلك خطأً كبيراً لأنّ الحديث عندها سيأخذ منحىً تأديبياً أكثر من كونه تربوياً.
ومن الأخطاء الشائعة أن يميل الوالدان إلى استخدام لغة جسد تعبّر عن إحساسهم بالضيق والإحراج كتجنّب النّظرات المباشرة مع أطفالهم عند خوض هذه الأحاديث، وقد يقتصر الوالدان على شرح الأمور البيولوجية الأساسية للجنس وتجنب المواضيع الأكثر إحراجاً كالعادة السرية والهوية الجنسية ونشوة الجماع.
ما هو موقف الطفل من محاولة الأهل توعيته جنسياً؟
يلقى الموضوع اهتماماً أكبر من الفئات العمرية الأصغر وقد وجد الباحثون أن الأطفال الأكبر عمراً قد يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء وأنه ليس بإمكان أهلهم إضافة أي معلومات جديدة، وبذلك قد يفقد الأهل ثقتهم بقدرتهم على التواصل مع طفلهم الأكبر سناً عندما لا يولي حديثهم اهتماماً كبيراً، كما قد يشعر الطفل بالإحراج تماماً مثل الوالدين فيقرر ألا يحدثهم بالموضوع مطلقاً ولكن إذا لم يبادر الأهل بالحديث عن الجنس مع أطفالهم قد يفترض الأطفال أن الأهل لا يحبّذون هذا الدور فيمتنع الأطفال عن طرح الأسئلة.
إذاً ما هي نصائحنا للأهل؟؟
- بادر أنت، لا تنتظر أن يبدأ طفلك بالحديث من تلقاء نفسه فالبدء في عملية التربية الجنسية مهمة الوالدين ولبدء الحديث بسلاسة اجعل البداية اعتيادية واختر وقتاً يشعر ابنك بالراحة كأن تحدثه أثناء أداء المهام الاعتيادية كالطبخ والترتيب مما يقلّل التوتر، وقد تبدأ الحديث باستغلالك لفرصة مشهد حميمي على التلفاز واختلاق قصة خيالية لمناقشتها مع ابنك كقولك: "ماذا كنت ستفعل لو مررت بحالة مشابهة؟؟" فاختراق قصة وهمية يشعر ابنك بالأمان ولا يضعه في موضع الاتهام فيعبر عن نفسه بصورة أفضل.
- حاول أن تعرف ما يعرفه طفلك أصلاً عن الموضوع كأن تسأله: "من أين يأتي الأطفال باعتقادك؟" ثمّ صحّح أي خطأ في معلوماته عن الثقافة الجنسية.
- كافئ أطفالك عند لجوئهم إليك كمصدر للمعلومات بدل أن تتجاهل الموضوع، بهذه الطريقة سيشعر الطفل بالارتياح دائماً عند التحدث إليك عن أي موضوع و خاصّةً المسائل الجنسية.
- ليس غريباً أن تحس بالإحراج ومن المفيد أن تشارك هذا الشعور مع طفلك بإخباره مثلاً: "لست معتاداً على خوض هذا الحديث لأن جدتك لم تحدثني عنه لكنني أعتقد أنه حديث مهم وسوف يصبح أسهل مع الوقت"، هذا سيخفّف أيضاً من خجل الطفل.
- الحقائق ليست كلّ شيء إذ يحتاج الطفل إلى تلقي التّعليم عن التكاثر والبلوغ بقدر ما يحتاج إلى التعرف على قيم التربية الجنسية في عائلته.
- من واجب الأم والأب على حد سواء أن يعلموا أطفالهم عن الجنس و الثقافة الجنسية، فالطفل بحاجة إلى معرفة آراء كلا الجنسين كما أنه يتعلم بهذه الطريقة أن المرأة والرجل يمكن أن يتحدّثا إلى بعضهما عن الجنس وهي إحدى المهارات الهامة لمرحلة النضج.
- لا تناقش فقط النتائج السلبية الممكنة لممارسة الجنس في الوقت غير المناسب أو بالطريقة الخاطئة، فمن حق المراهقين معرفة أن التعبير عن مشاعرهم الجنسية بطريقة مسؤولة ولائقة هو جزء جيد وممتع في أي علاقة حقيقية مستقبلاً.
- أخبر أطفالك عن القيم الخاصة بالعائلة حول السلوك الجنسي الصحي والواعي.
- يجب أن يتسلّح الأهل بمعرفة واسعة عن الموضوع فقد يُسألون عن طيفٍ واسعٍ من الأمور كالبلوغ والدورة الطمثية ومنع الحمل والحمل غير المرغوب به والإجهاض والميول الجنسية المختلفة، وكلّما اتّسعت ثقافة الأهل جرى الحديث بسلاسة أكبر أيضاً.
- لا تلجأ للكذب تجنّباً للإجابة عن أسئلة لا تملك إجاباتٍ لها بل ابحث عن الإجابة وأخبر طفلك بها لاحقاً في الوقت المناسب.
- من الضروري عدم تجنب النظر في عيون طفلك أثناء الحديث حتى لا توحي له بأنه من المعيب الحديث عن الجنس معه.
- تجنب أن يتحوّل الحوار إلى نقاش حاد تتهم فيه أطفالك بخطأ آرائهم بل حاول أن تكون متفهماً وألا تنتقدهم أو تبدي ذعرك من آرائهم المخالفة لآرائك أو توبّخهم بعنف، بل وضّح لهم برفق سبب مخالفتك لهم بالرأي.
- من الضروري أيضاً ألا تقاطعهم أو تتوقّف عن الإصغاء إليهم كما لا يجب أن تفترض طلبهم لنصيحتك، وفي حال شعرت بحاجة إلى نصحهم فأخبرهم بالسبب أوّلاً ولا تكن عنيداً وقاسياً
- اجعل النقاش ذا اتجاهين ولا تجعله تلقينياً شبيهاً بمحاضرة أو توبيخ ولا تفترض أن أطفالك ناشطون جنسياً أو واقعون في مأزق لمجرد أنهم سألوك عن الجنس، فردّة الفعل العنيفة قد تخسرك التواصل مع طفلك إلى الأبد.
- إذا لم تشعر بالارتياح لمناقشة تجاربك الجنسية والعاطفية الخاصة مع طفلك فأخبره ذلك بصراحة وفسّر ذلك بأن لهذه الأمور خصوصية مميزة.
- يجب توعية الطفل حول مسائل الخصوصيّة الجنسيّة بشكل عام كأن تخبره أن جسده ملك له ولا يحق لأحد لمسه دون إذن منه كما لا يحق له هو لمس الآخرين دون إذنهم. ومن المهم أيضاً تعليم الطفل أن يرفض أي سلوك للآخرين يُشعره بالضيق وألا يخجل من قول كلمة "لا" (مثلاً إذا طلب منه أحد أصدقائه رؤية أعضائه التناسلية، وهو أمر شائع الحدوث) وفي حال حدوث أي أمر مزعج أن يخبرك به فوراً.
- في الحالات المستعصية يعاني بعض الأهل من إحراج شديد مما يجعل النقاش مستحيلاً خاصةً إذا بادر الطفل برفض النقاش وهنا عليك التّحايل لمساعدة ابنك في الحصول على المعلومات الصحيحة فابدأ بشراء الكتب المناسبة لعمره وضعها في غرفته، أو استعن بقريب موثوق قد يستطيع التواصل مع ابنك بشكل أفضل من هذه الناحية، كما أن اطلاعك على منهاج ابنك المدرسي سيساعدك على طرح مواضيع غير مشمولة في الكتب بما يخفف الضجر على ابنك، فاستمر بالمحاولة من وقت لآخر وقد يكون الحديث عن طريق الهاتف أقل إحراجاً. وتذكر دائماً وجود عائلتك وطبيبك كسند لك في هذه المهمة.
- تذكّر أهمية أن يكون مستوى الحديث مناسباً لعمر الطفل.
نهايةً علينا أن نذكر أن الوظيفة الجنسية والتكاثر هي إحدى الاحتياجات الحيوية للإنسان ودونها لن يتمكن الجنس البشري من الاستمرار كما أن العلاقة الجنسية هي إحدى المتع التي تتحول إلى كارثة عندما يغيب الوعي عنها.
إن فضول الأطفال تجاه الأمور الجنسيّة هو مرحلةٌ طبيعيّةٌ من مراحل تعلّمهم عن أجسادهم ومن الطبيعيّ أنْ يساور الناس الفضول حول ماهيّة الجنس في مرحلةٍ ما من حياتهم، في حين نجد أنّ الأطفال الأصغر سناً مهتمون بالأشياء المتعلقة بالحمل والولادة أكثر من اهتمامهم بالآلية الجنسية، فكيف سنجيب عن تساؤلات هؤلاء الأطفال بحيث نقدم لهم المعلومة الصحيحة المناسبة لأعمارهم والسليمة العواقب؟للأهل دورُ هام جداً في توعية الطفل حول الجنس والعلاقات، ويأتي دور المدرسة فيما بعد متمّماً لدور الأهل كما تعتبر التربية الجنسية هامّةً جداً لمساعدة الأطفال على فهم طبيعة الجسم البشري، ومنحهم شعوراً إيجابياً حيال أنفسهم فمن المهم خلق تواصلٍ جيدٍ بين الأهل وأطفالهم في أعمارٍ مبكرةٍ، مع تواجد الصدق والصراحة والانفتاح في الحوار بين الطرفين، وخصوصاً عندما يبلغ الأولاد سنّ المراهقة، ففي هذه الحالة، سيشعر المراهقون براحةٍ وقدرةٍ أكبر على الإسرار لأهلهم بمشاكل المراهقة الاخرى كالاكتئاب، والعلاقات، وتعاطي المخدرات والكحول، فضلاً عن القضايا الجنسيّة.عندما يتحدث الآباء مع أبنائهم عن الجنس، يمكنهم التأكد من أنّ أطفالهم يحصلون على المعلومات الصحيحة، ومن الضروريّ أنْ يكون الآباء والأمهات مصدر المعلومات الأول بالنسبة لأطفالهم فيما يخصّ الجنس ليتمكنوا من حمايتهم من ارتكاب تصرفاتٍ خطيرة وسيئة عندما يكبرون. إذاً دعنا نجعل هذه العملية منهجية تماماً ونجب على تساؤلاتك كلها.. متى سأبدأ بثقيف أبنائي؟؟ ماذا سأعلمهم؟؟ وكيف سأقوم بهذه المهمة الشاقة؟؟وقت التعليم:أفضل استراتيجية للتوعية الجنسية هي البدء بحوار صريح بين الأهل
وأطفالهم في عمر مبكر، وتوسيع حدود هذا الحوار مع تقدم الأطفال في العمر، وستصبح هذه المحادثات أسهل عند خروجهم للحياة الواقعية ورؤيتهم للحوامل والولدان. وهنا لن يضطرّ الأهالي للدخول في نقاشٍ كبيرٍ ومحرجٍ أحياناً مع أولادهم عند بلوغهم سنّ المراهقة، عدا عن احتمال اكتساب المراهقين في هذه الفترة لمعلومات خاطئة ومضلّلة من أصدقائهم.المعلومات التي يجب أن أقدمها:عندما تريد التحدث إلى أطفالك عن الحياة الجنسية، احرص على تلقينهم المعلومات التي تتلاءم وأعمارهم، ففي هذه الحالة لن تكون مضطراً إلى إخفاء جميع الحقائق عنهم منذ صغرهم، وشيئاً فشيئاً سيكبرون وقد حصلوا على كل المعلومات التي يحتاجونها والتي ستتمكن بها من حمايتهم من الوقوع في الخطأ.قد تتساءل هنا: كيف بإمكانك معرفة المعلومات التي تناسب عمر أطفالك؟حسناً، قمنا هنا بتصنيف الأعمار في فئات محددة، وأرفقناها ببعض المعلومات التي تناسبها بناءً على دراساتٍ عديدةٍ. فعلى سبيل المثال، الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم السنتين يجب أنْ يكونوا على دراية بأسماء أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة ومنها الأعضاء التناسلية، ليتمكنوا على الأقل من التمييز بين الذكور والإناث.أما من تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوامٍ، فهم في حاجة لمعرفة أبسط المبادئ مثل كون التكاثر عملية تتم بين الزوجين و ولادة الاطفال من رحم الأمهات. بعد مرور تلك الفترة، أي عندما يبلغ طفلك خمسة أعوام، ابدأ بشرح بعض المعلومات المبسطة له حول البلوغ، آلياته وصفاته وأسبابه على سبيل المثال. وأخبرهم مثلاً عن دور الزواج والعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة في الإنجاب. وابدأ بشرح هذه المعلومات تدريجياً حتى بلوغهم سن المراهقة، عندها يجب أنْ تكون حريصاً على مساعدتهم لتمييز الصواب والخطأ في العلاقات الجنسية. ما هو صحيح وما هو خاطئ وخطير. ولا تنس أنْ تذكّرهم على الدوام بأنّ ما يشاهدونه في التلفاز ووسائل الإعلام حول الجنس والعلاقات ليس واقعياً، ويجب أنْ يميزوا دوماً بين الصواب والخطأ كي تحميهم في المستقبل.غرس القيم العائلية:بالإضافة إلى كل ما ذكرناه، توفّر التوعية الجنسية فرصةً كبيرةً لغرس القيم العائلية في أذهان أطفالك. على سبيل المثال، إذا كانت عائلتك تؤمن بضرورة تأجيل العلاقة الجنسية إلى ما بعد الزواج، يجب مناقشة أسباب هذا الاعتقاد مع أطفالك إلى جانب معلوماتٍ أخرى حول هذا الموضوع، وإلّا قد لا يتقبل طفلك هذه الأفكار عندما يبلغ سنّ المراهقة. وإنْ لم تعطِ أطفالك المعلومات الضرورية حول هذا الموضوع، سيحصلون عليها من مصادر أخرى ولن تكون سعيداً بمعرفة نتائجها. وتوجد العديد من الأماكن التي قد توفر لأطفالك معلومات مضلّلة، خاطئة وحتى خطيرة في سنٍّ أبكر مما تتصوّر، كالمدرسة والأصدقاء ووسائل الإعلام، وبذلك قد لا تتمكن من السيطرة على تصرفاتهم وإرشادهم عندما يكبرون.وفي سياقٍ آخر، يجب على الآباء عدم الاعتماد على
المدارس وأنظمتها التعليمية لتربية أطفالهم وتثقيفهم جنسياً، فقد لا تكون التربية الجنسية المدرسية متاحةً أو ممكنةً حيث تعيش، وفي حال تلقيهم بعض المعلومات في المدرسة، اطلب منهم إخبارك عنها وقم أنت بتصحيح وإتمام ما ينقص منها.من ناحيةٍ أخرى، نرى تواجداً كبيراً للجنس والحياة الجنسية في وسائل الإعلام المختلفة، إلا أنّ هذا التواجد يقتصر على قضايا سطحية لا تمتّ للواقع بصلة، فلا نرى أية مشاعر في العلاقات العاطفية، ولا نرى تسليطاً كافياً للمفهوم العميق للحياة الجنسية. وفي أغلب الأحيان، يتم إخفاء مخاطر الجنس ومشاكله المختلفة بقصد غرس أفكار ومفاهيم معينة في أذهان المراهقين. لذلك نقول لك: إنّ التربية الجنسية أفضل بكثير من عدمها.
وتشير الدراسات إلى أنّ رؤية الأطفال لصور جنسية في وسائل الإعلام ستزيد من خطورة انخراطهم في حياة جنسية مليئة بالمخاطر والأخطاء في سنٍّ مبكرة، في حين أنّ التوعية الجنسية المنزلية ستجنبهم الوقوع في هذه المشاكل، لذا أطفئ تلفازك وابدأ بنصح أطفالك.
كيف يتصرف الأهل عادةً حيال التوعية الجنسية لأبنائهم؟
يميل الآباء إلى تجنّب المشاركة في التربية الجنسية لأطفالهم وحتّى عندما يقرّرون المشاركة يحاولون الابتعاد عن الجوانب الحميمية، أما الأمّهات فيتحدّثن عن الجانب الحميمي والجوانب العاطفية والنفسية للجنس بشكل أكبر نسبياً ويمِلن إلى التحدث إلى بناتهن عن الجنس أكثر من أبنائهن الذكور في حين يميل الوالدان إلى إخفاء بعض الحقائق الجنسية الأنثوية عن أبنائهم الذكور مثل الدورة الطمثية. هذا ويعتقد بعض الأهل أن المدرسة ستتولى مهمة توعية أطفالهم جنسياً لذا يُعفون أنفسهم من المهمة التي قد تكون شاقّة، وقد يؤجّل الوالدان الحديث عن الجنس إلى أن يلاحظوا دخول أبنائهم في علاقات عاطفية ويُعتبر ذلك خطأً كبيراً لأنّ الحديث عندها سيأخذ منحىً تأديبياً أكثر من كونه تربوياً.
ومن الأخطاء الشائعة أن يميل الوالدان إلى استخدام لغة جسد تعبّر عن إحساسهم بالضيق والإحراج كتجنّب النّظرات المباشرة مع أطفالهم عند خوض هذه الأحاديث، وقد يقتصر الوالدان على شرح الأمور البيولوجية الأساسية للجنس وتجنب المواضيع الأكثر إحراجاً كالعادة السرية والهوية الجنسية ونشوة الجماع.
ما هو موقف الطفل من محاولة الأهل توعيته جنسياً؟
يلقى الموضوع اهتماماً أكبر من الفئات العمرية الأصغر وقد وجد الباحثون أن الأطفال الأكبر عمراً قد يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء وأنه ليس بإمكان أهلهم إضافة أي معلومات جديدة، وبذلك قد يفقد الأهل ثقتهم بقدرتهم على التواصل مع طفلهم الأكبر سناً عندما لا يولي حديثهم اهتماماً كبيراً، كما قد يشعر الطفل بالإحراج تماماً مثل الوالدين فيقرر ألا يحدثهم بالموضوع مطلقاً ولكن إذا لم يبادر الأهل بالحديث عن الجنس مع أطفالهم قد يفترض الأطفال أن الأهل لا يحبّذون هذا الدور فيمتنع الأطفال عن طرح الأسئلة.
إذاً ما هي نصائحنا للأهل؟؟
- بادر أنت، لا تنتظر أن يبدأ طفلك بالحديث من تلقاء نفسه فالبدء في عملية التربية الجنسية مهمة الوالدين ولبدء الحديث بسلاسة اجعل البداية اعتيادية واختر وقتاً يشعر ابنك بالراحة كأن تحدثه أثناء أداء المهام الاعتيادية كالطبخ والترتيب مما يقلّل التوتر، وقد تبدأ الحديث باستغلالك لفرصة مشهد حميمي على التلفاز واختلاق قصة خيالية لمناقشتها مع ابنك كقولك: "ماذا كنت ستفعل لو مررت بحالة مشابهة؟؟" فاختراق قصة وهمية يشعر ابنك بالأمان ولا يضعه في موضع الاتهام فيعبر عن نفسه بصورة أفضل.
- حاول أن تعرف ما يعرفه طفلك أصلاً عن الموضوع كأن تسأله: "من أين يأتي الأطفال باعتقادك؟" ثمّ صحّح أي خطأ في معلوماته عن الثقافة الجنسية.
- كافئ أطفالك عند لجوئهم إليك كمصدر للمعلومات بدل أن تتجاهل الموضوع، بهذه الطريقة سيشعر الطفل بالارتياح دائماً عند التحدث إليك عن أي موضوع و خاصّةً المسائل الجنسية.
- ليس غريباً أن تحس بالإحراج ومن المفيد أن تشارك هذا الشعور مع طفلك بإخباره مثلاً: "لست معتاداً على خوض هذا الحديث لأن جدتك لم تحدثني عنه لكنني أعتقد أنه حديث مهم وسوف يصبح أسهل مع الوقت"، هذا سيخفّف أيضاً من خجل الطفل.
- الحقائق ليست كلّ شيء إذ يحتاج الطفل إلى تلقي التّعليم عن التكاثر والبلوغ بقدر ما يحتاج إلى التعرف على قيم التربية الجنسية في عائلته.
- من واجب الأم والأب على حد سواء أن يعلموا أطفالهم عن الجنس و الثقافة الجنسية، فالطفل بحاجة إلى معرفة آراء كلا الجنسين كما أنه يتعلم بهذه الطريقة أن المرأة والرجل يمكن أن يتحدّثا إلى بعضهما عن الجنس وهي إحدى المهارات الهامة لمرحلة النضج.
- لا تناقش فقط النتائج السلبية الممكنة لممارسة الجنس في الوقت غير المناسب أو بالطريقة الخاطئة، فمن حق المراهقين معرفة أن التعبير عن مشاعرهم الجنسية بطريقة مسؤولة ولائقة هو جزء جيد وممتع في أي علاقة حقيقية مستقبلاً.
- أخبر أطفالك عن القيم الخاصة بالعائلة حول السلوك الجنسي الصحي والواعي.
- يجب أن يتسلّح الأهل بمعرفة واسعة عن الموضوع فقد يُسألون عن طيفٍ واسعٍ من الأمور كالبلوغ والدورة الطمثية ومنع الحمل والحمل غير المرغوب به والإجهاض والميول الجنسية المختلفة، وكلّما اتّسعت ثقافة الأهل جرى الحديث بسلاسة أكبر أيضاً.
- لا تلجأ للكذب تجنّباً للإجابة عن أسئلة لا تملك إجاباتٍ لها بل ابحث عن الإجابة وأخبر طفلك بها لاحقاً في الوقت المناسب.
- من الضروري عدم تجنب النظر في عيون طفلك أثناء الحديث حتى لا توحي له بأنه من المعيب الحديث عن الجنس معه.
- تجنب أن يتحوّل الحوار إلى نقاش حاد تتهم فيه أطفالك بخطأ آرائهم بل حاول أن تكون متفهماً وألا تنتقدهم أو تبدي ذعرك من آرائهم المخالفة لآرائك أو توبّخهم بعنف، بل وضّح لهم برفق سبب مخالفتك لهم بالرأي.
- من الضروري أيضاً ألا تقاطعهم أو تتوقّف عن الإصغاء إليهم كما لا يجب أن تفترض طلبهم لنصيحتك، وفي حال شعرت بحاجة إلى نصحهم فأخبرهم بالسبب أوّلاً ولا تكن عنيداً وقاسياً
- اجعل النقاش ذا اتجاهين ولا تجعله تلقينياً شبيهاً بمحاضرة أو توبيخ ولا تفترض أن أطفالك ناشطون جنسياً أو واقعون في مأزق لمجرد أنهم سألوك عن الجنس، فردّة الفعل العنيفة قد تخسرك التواصل مع طفلك إلى الأبد.
- إذا لم تشعر بالارتياح لمناقشة تجاربك الجنسية والعاطفية الخاصة مع طفلك فأخبره ذلك بصراحة وفسّر ذلك بأن لهذه الأمور خصوصية مميزة.
- يجب توعية الطفل حول مسائل الخصوصيّة الجنسيّة بشكل عام كأن تخبره أن جسده ملك له ولا يحق لأحد لمسه دون إذن منه كما لا يحق له هو لمس الآخرين دون إذنهم. ومن المهم أيضاً تعليم الطفل أن يرفض أي سلوك للآخرين يُشعره بالضيق وألا يخجل من قول كلمة "لا" (مثلاً إذا طلب منه أحد أصدقائه رؤية أعضائه التناسلية، وهو أمر شائع الحدوث) وفي حال حدوث أي أمر مزعج أن يخبرك به فوراً.
- في الحالات المستعصية يعاني بعض الأهل من إحراج شديد مما يجعل النقاش مستحيلاً خاصةً إذا بادر الطفل برفض النقاش وهنا عليك التّحايل لمساعدة ابنك في الحصول على المعلومات الصحيحة فابدأ بشراء الكتب المناسبة لعمره وضعها في غرفته، أو استعن بقريب موثوق قد يستطيع التواصل مع ابنك بشكل أفضل من هذه الناحية، كما أن اطلاعك على منهاج ابنك المدرسي سيساعدك على طرح مواضيع غير مشمولة في الكتب بما يخفف الضجر على ابنك، فاستمر بالمحاولة من وقت لآخر وقد يكون الحديث عن طريق الهاتف أقل إحراجاً. وتذكر دائماً وجود عائلتك وطبيبك كسند لك في هذه المهمة.
- تذكّر أهمية أن يكون مستوى الحديث مناسباً لعمر الطفل.
نهايةً علينا أن نذكر أن الوظيفة الجنسية والتكاثر هي إحدى الاحتياجات الحيوية للإنسان ودونها لن يتمكن الجنس البشري من الاستمرار كما أن العلاقة الجنسية هي إحدى المتع التي تتحول إلى كارثة عندما يغيب الوعي عنها.
0 Comments:
إرسال تعليق
يهمنا رايك