ن
كارثه ان تصدقها..يكتشف ان زوجته رجل بعد سبع سنوات زواج...لاحول ولاقوه الا بالله..
أصيب سائق التاكسي، المدعو سيّد، بصدمة كبيرة وهو يتابع حديث الرجلين اللذين استقلا سيارته وراحا طوال الطريق يرويان حكاية قديمة عن جارهما سعيد، ذلك الشاب الذي كان يافعاً وفجأة شعر بحالة إعياء نقل على إثرها إلى المستشفى، ليكتشف الأطباء أنه أنثى بعد خمسة عشر عاماً من مولده،ولابد من اجراء عمليّة تحويل جنسيّة له،وهو ما حدث بالفعل. أما سبب صدمة السائق فهو اكتشافه أن هذا الشاب الذي يتحدث عنه الرجلان ما هو إلا زوجته سعيدة!
لم تكن الحقيقة التي عرفها سيد إلا مجرد صدفة ساقها في طريقه القدر، ليعرف السر الذي أخفته عنه زوجته منذ حضرت من بلدتها في وسط الدلتا للإقامة في القاهرة، حيث تختفي الكثير من التفاصيل والحقائق بفضل الزحام والكثافة السكانية التي تحظى بها، وهو ما آمنت به زوجته، دون أن تدري أن زوجها سيعود إلى المنزل في يوم من الأيام مثل الثور الهائج وهو يحمل معه هذه الحقيقة فيلقيها في وجهها كالقنبلة. كلمات صادمة خرجت من الراكبين على سبيل الذكريات وهما يحضران إلى القاهرة للمرة الأولى في حياتهما من بلدتهما في محافظة الغربية، يتذكران ثالثهما الذي أجبره عالم الأنوثة على الابتعاد والرحيل مع أسرته، بعد أن ألصقت بهم الفضيحة رغماً عنهم بسبب ما حدث، وجاؤوا إلى القاهرة للاختفاء وسط الزحام.
حلم اللقاء
تمنى الرجلان أن يلتقيا بصديق الصغر وهما في طريقهما من محطة القطار إلى وزارة الصحة لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة بسفرهما للخارج للعمل بإحدي الدول العربية، حلما لو وجداه رجلاً كما كان ويسافر معهما حتى يهون عليهما عناء السفر والابتعاد عن أسرتيهما. سعيد فتحي، كان اسم الصديق الذي ذكره الراكبان في حديثهما وهما يطالعان الوجوه من خلف زجاج السيارة الأجرة التي يستقلانها، يبحثان بينها عن صديقهما ليثيرا العديد من الشكوك والتساؤلات لدى سيد، فزوجته تدعى سعيدة فتحي؛ وتنتمي عائلتها لنفس البلدة التي ذكرها الرجلان.
ت
علامات استفهام
دون أن يدري وجد سيد نفسه مثل المحقق يوجه الأسئلة واحداً تلو الآخر لراكبيه؛ عله ينفي المخاوف التي تولدت بداخله، لكن للأسف جاءت جميع الإجابات لتأكدها، ومع كثرة الأسئلة بدأت علامات الاستفهام ترتسم على الرجلين عن سر اهتمام السائق بحكايتهما، فما يرويانه جاء على سبيل إضاعة الوقت في ظل الزحام الذي تشهده الشوارع في طريقهما.
حاول سيد تبرير اهتمامه بأن القصة التي يسمعها مثيرة جذبت انتباهه، لكنه فشل في إخفاء علامات التوتر التي بدت عليه، ليصل الرجلان إلى مقصدهما وهما في حيرة من أمر هذا السائق.
الزوجة الرجل
فجأة تحولت الدنيا إلى ظلام في وجه سيد، فلم يعد أمامه أي بارقة أمل في أن يكون هذا الشاب الذي ودع رجولته لا علاقة له بزوجته، فكافة التفاصيل تنطبق عليها، اسم والديها وعدد أشقائها وأسماؤهم، حاول أن يطرد هذا الهاجس من أمامه؛ لكن صورة زوجته الرجل كانت تظهر له في كل طريق يسلكه.
اضطر سيد لركن السيارة التي يعمل عليها مقابل أجر يومي يتحصل عليه من مالكها، وجلس على أحد المقاهي يحاول أن يتدبر أمره مع هذا الرجل الذي يعيش معه منذ سبع سنوات وهو لا يعرف حقيقته، يصب على نفسه اللعنات، فكيف كان مغفلاً إلى هذه الدرجة؟!
حساب النفس
محاكمة قاسية عقدها سيد لنفسه وهو يجلس يحتسي أكواب الشاي والقهوة واحداً تلو الآخر، يفكر كيف كانت والدته رافضة لهذه الزيجة بفضل التكوين الجسماني لزوجته الذي يشبه الرجال، إلا أنه أصر عليها بعد زيجته الفاشلة بابنة خالته التي لم تستمر سوى ثلاثة أشهر وكانت جميلة، لكن ماذا جلب له الجمال سوى المعاناة والمشاكل، وأمام ذلك قرر الزواج من سعيدة التي جاءت مع أسرتها للإقامة في منزل مجاور لمنزله منذ عامين، وعاشا في سلام بعيداً عن اصطناع أي مشكلة مع جيرانهما.
كانت سعيدة بمائة رجل كما يقولون، فقد وقفت بجوار سيد في جميع المواقف الصعبة التي مر بها، فعندما مرضت والدته، ورغم علمها بأنها لا ترغب فيها زوجة لابنها، ذهبت إليها واهتمت بها حتى صعدت روحها لملاقاة خالقها، وعندما تعرض زوجها لحادث أحدث تلفيات بالسيارة التي يعمل عليها وأعجزته إصابته عن العمل لدفع ثمن الإصلاحات لصاحب السيارة، خرجت هي للعمل في المنازل لتسدد ديونه.
محاسن كثيرة تذكرها سيد لزوجته دون أن تشفع لها أمام حالة الغضب؛ التي تملكته وهو يتذكر كيف كان مغفلاً سهلاً خداعه لإخفاء هذه الحقيقة، التي لا يصدقها حتى الآن، فدفع حساب المشروبات التي تناولها خلال ثلاث ساعات وانطلق مثل الوحش الكاسر يبحث عن فريسته لينقض عليها.
لحظة الانتقام
لم تكن الفريسة إلا سعيدة التي فوجئت بثورة زوجها وهو يقتحم عليها المنزل ينهال عليها بالضرب المصحوب بالسباب واللعنات؛ دون أن تعرف ما الذي حدث ليفعل معها ذلك، وبصعوبة بالغة استطاع والدها الذي حضر من منزله المجاور بعد استغاثة الجيران به لينال هو الآخر نصيبه من السباب واللعنات، وسط حالة ذهول من الجميع مما يحدث. كلمات سيد التي وجهها إلى والد سعيدة كانت كفيلة بأن تجعله يدرك بأن زوج ابنته اكتشف السر، الذي كان يخفيه طيلة تسع سنوات منذ أن ترك حياته في محافظته وقرر أن يبدأ حياة جديدة في محافظة لا يعرف أحد فيها عنه شيئاً، عله ينجح في الهروب من عار لم يكن له أو ابنته دخل فيه.
قرار المواجهة
اصطحب الأب ابنته وتوجه إلى منزله عاجزاً عن التفكير، وبعد لحظات عصيبة قرر ألا يتخاذل هذه المرة في التعامل مع الموقف ويهرب من واقعه كما فعل في الماضي، خاصةً أنه لم يقترف أي جريمة يهرب منها، فما حدث كان بعيداً عن إرادته فاصطحب ابنته مرة ثانية وتوجه بها إلى أحد المستشفيات ليحصل على تقرير طبي بالإصابات التي لحقت بها من فعلة زوجها، وتوجه إلى قسم شرطة الشرابية وحرر محضراً باعتداء زوج ابنته عليها بالضرب المبرح. أمام تقرير طبي بالإصابات وشهادة مجموعة من الجيران؛ كان على رجال الشرطة أن يتحركوا لإلقاء القبض على سيد غريب؛ زوج سعيدة، تنفيذا للقرار الصادر من النيابة بضبطه وإحضاره.
جريمة بلا دليل
تحول سيد من ضحية خدعة مثيرة على مدار سبع سنوات وهو يعيش مع امرأة؛ هي في الأصل رجل، إلى متهم يواجه عقوبة بالحبس في واقعة اعتدائه على زوجته، فأخرج ما في جعبته من أسرار، يروي كيف خدعته زوجته وأسرته وأخفت عنه ماضيها الذكوري حتى عرفه بالصدفة، ورغم حجم المأساة التي كان يعيش فيها، إلا أنه لا يملك دليلاً واحداً على أن زوجته لم تصارحه بماضيها، ويظل هو مداناً أمام القضاء يستجدي عطف الجميع بصرخاته وهو يردد «زوجتي رجل».
0 Comments:
إرسال تعليق
يهمنا رايك